[..أنتِ اليَومَ تَرحلين..]

لَيلةٌ كَبَقيّةِ سَابِقَاتِها حُزنا..مَرَقَتْ..
وَ سَكَاكِينُ صَمتِها تَحَزُ شَرَايِيِنِ سَوَاعِدي..
أمَامَ المِرآةِ أخَذَتْ تُمزقُ صَفَحَاتِ قَصَائِدي..
وَ لا صَوتٌ عَدى هُدوءٍ وَ تَمزِيقُ وَرَق..
تُزِاحِمُهما تَناهيِدُ حُزنٍ وَ غَضَب..
أُنَاجِيها وَ حُنجَرتِي مَثقَوبَة كَقَصَبِة نَايٍ..
تَبثُ نَشِيجاً بِلحنٍ مُنكَسِر..
نَوتةُ حَشرَجَتِي لَم تَتَعَدى فِي كَوَنِها بُكَاءاتٍ عَلى قَيدِ عَجَزٍ وَ أَلم..

أتَشعريِن بِعَجزي وَ الهَواء فِي صَدرِي اخِتِناق..؟

لا شَيءَ يَبقى..
أنتِ..؟
أنَا..؟
و شِعري مِأذنةٌ تَصَرخُ فِي سَمانا باحتراق..!

حَسَرةٌ نُقِشتْ عَلى كَتِفِي..
وَ سَوطُ سَجانِي.. يُقبلني.. يُقبّل الأورَاق..!

يَنزفُ حَرفاً..
يَمُوتُ سطراً..
وَ يَبقَى الأخيرُ ذِكرَى لِعيدِ حُزنٍ..وَ فِراق..

احتَفِلي بِها..
ولَيَدُر نَخبُ دَمَءِ قَصائِدي
بَين حَناَياكِ بِاشتياق..!
...
جُثَثٌ مُلقَاةٌ فِي الجَوى تَطفو
سُكرانةً حُزناً عَلى الشُرُفات..

مَنَفيّةً خَلَفَ أسَوار صَدرِي..
تطَوفُ و صَلاتُها الشَهقات!

الأسوار عُمُري..
الشُرفاتُ رُوحي..
و الجُثَثُ زَفراتٌ تَبكي عَلى زَفرات!

ادفِنِيِها في رَمَادِ مَدخَتِكِ..
أو.. القيها جَمَرةً بَينَ الجَمرات..!

أو ..كَفنيني بِمنديلكِ..
و ارمني مُخَضباً بِدمعكِ تَلوذُ بِيّ الطُرقات!

فمنذُ نُفِيتِ مِن قَلبكِ..
أنا الخريطة..
و أنا وَطنُ الحُزنِ, الفقدِ وَ الآهات!

عَلى صَدري زُقاقٌ مَشرد!
و عَلي راحتَيّ شُيّدت آلافاً مِن الحَانات!
يَثملُ المَارِقون بِخِطوطِ يَدي..
و يَنامونُ عَلى مَحزُونِ النَبضات!

أُطعِمُهم مِن لَحِم قَصائِدي..
و أسقيهم مِن قَيح صَديدِ الكَلِمات!

عُودي إلى مرآتِكِ..
اصرخي فيها بِآهٍ..
و لوثيها بالنظرات..!

سَترينَني خَلفها أشدوا بِلحنٍ حَزينٍ..و أغني.. بِلا كَلِمات..!

لا تَنتظري مِن انكساراتي ابتسامة!
و لا مِن عَزف قلبي أُغنيات..!

مَزقي مَا بين يديكِ..
مَزقي كُل عُمري..
و احرقي كَل الصَفحات..!

فَعمري وَ عُمركِ يَا عُمري..
جَنينُ أُجهِض مِن رَحمِ الذِكريات!
اَ تَعودي!
فَقط أنتِ اليومَ تَرحلين